لكني اعلم واثق انك معي 

 من الصعب ان يعيش الانسان بدون السلام والسكينة لأن "الخوف له عذاب".  ومن الصعب أيضاً ان لا يخاف من يعاصر كل هذه الأحداث التي تجري من حولنا من أوبئة وحروب ومجاعات.  لذلك فمن لا يخاف وسط هذا الكم الهائل من الأحداث المتلاحقة إما شخص واهم وغير مُدرك لما يحدث أو مؤمن حقيقي تمتع بسلام الله وقبل وأختبر قول الرب "لا تخافوا".

لقد وضع الرب اسباب حقيقية تجعل المؤمن الحقيقي بحق لا يخاف.  من خلال حديث الرب مع تلاميذه في انجيل لوقا اصحاح 12 نستطيع ان نستخرج خمسة أدوية فعالة لعلاج الخوف:

1 - لا تحف لأن النهاية مضمونه
ولكن اقول لكم يا احبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر.(عدد 4)

ما هو اصعب شئ يمكن ان يحدث لك؟ الموت!!
لقد قال الرسول بولس "لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح." (في 1: 21)  وقال ايضاً  "مع المسيح.ذاك افضل جدا. " (في1: 23).  فاقصى ما يستطيع البشر والاحداث والظروف فعله معك، هو ان تصل عند المسيح؛ وهذا ربح.

اننا نسير في نفق مظلم، فالرب اخبرنا أنه سيكون لنا ضيق في هذا العالم؛ لكننا بالإيمان ننتظر في نهاية النفق المظلم الذي نعبر فيه، نوراً عظيماً مجيداً.  واثقين ان كل ضيق وألم سينتهي. 
يا من ضمنت الأبدية لا تخف من البرية.       

2 – لا تخف لأن الرعاية مكفولة
… وواحد منها ليس منسيا امام الله. (عدد 6)
لن تسير وحدك في هذا النفق المظلم.  فالرعاية مكفولة في كل ظروف الحياة.
الرعاية تعني ان الرب نفسه معنا في كل أمور الحياة "معه انا في الضيق انقذه"  (مز 91: 15) .  وتعني أيضاً أنه لا ينسانا  "ليس بمنسيا اما الله".

 دع الخوف لمن لا يعرف المسيح لأنه "لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف الى خارج".. (1 يو 4: 18).   أن كان قد فدى ومات واعطى الغالي فكيف لا يعطي الرخيص.  "لا تخف لاني فديتك" (اش 43: 1).

3 – لا تخف لأن حياتك مصونة
"بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة.فلا تخافوا"  (عدد 7)

  بعد ان فقد ايوب كل شئ قال ".الرب اعطى والرب اخذ" .  ولم يقل الشيطان أخذ.  يوسف أيضاً بعد ان بيع واُرسل إلى أرض مصر قال لأخوته من باعوه "ليس انتم ارسلتموني الى هنا بل الله"  (تك 45: 8 ).   كما أكد لهم ثقته في سلطان الله  المسيطر على كل الأحداث قائلاً  "انتم قصدتم لي شرا. اما الله فقصد به خيرا" (تك 50: 20).  الشيطان أيضاً شهد ان حياتنا مصونه.  اذ يقول "أليس انك سيّجت حوله وحول بيته وحول كل ما له من كل ناحية" (اي 1: 10).  ثق انه لن يسقط جزء من صحتك إلا بأذن من السماء.

4 – لا تخف لأن المجازاة موضوعة
واقول لكم كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله. (عدد 8)
تحمل التجربة والضيق فهناك مجازاة عظيمة تنتظرك.
"واخيرا قد وضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب." (2 تي 4: 8). لم يقل بولس واخيراً سيوضع لي، لأن المجازاة قد وضعت بالفعل في حسابك.

بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون ... لانه كان ينظر الى المجازاة. (عب 11: 24، 26)
انظر إلى المجازاة، فان آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا.  أحتمل التجرية لأنه طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة.لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة  (يع 1: 12)

 5 – لا تخف لأن المعونة موجودة (عدد 11، 12)
ومتى قدموكم الى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف او بما تحتجّون او بما تقولون. لان الروح القدس يعلّمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوه.
توجد معونة خاصة لك مع التجربة، ليس قبل أو بعد التجربة. "سيجعل مع التجربة ايضا المنفذ لتستطيعوا ان تحتملوا" (1 كو 10: 13)

ثق أنك في تلك الساعة (ساعة التجربة) شخص آخر. "أن كان الله معنا فمن علينا."

أنا لا اعلم ما سيصادفني في غدي لكني اعلم واثق انك معي.

مجدي صموئيل