Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

العلاج في ثلاث أفعال
الفعل الأول: نائلين (1)

«نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس» (1 بطرس 1: 9).
كثيرًا ما نردد هذه الآية، فهي غالية ومحبوبة جداً على قلوبنا، ولكن كثيراً أيضًا ما يُعتقد أن هذه الآية تعني أن غاية إيماننا هي خلاص النفوس الأخرى الخاطئة؛ بينما في الأصل تأتي بمعنى "خلاص أنفسكم أو خلاص نفوسكم".  كذلك تأتي في الترجمات الأخرى ومنها ترجمة Darby  وترجمة King James بمعنى خلاص نفوسكم "Salvation of your souls" .

ومن هنا نستطيع أن نُجيب على سؤال "ما هي غاية إيماننا؟"  بالطبع هي ليست شفاء أجسادنا من مرض أو راحة حياتنا من أتعابها أو أي مكسب مادي، «فما أضيق الباب وأكرب الطريق» (متى 7: 14).  إن غاية إيماننا هي خلاص أنفسنا.  لذلك قال الملاك ليوسف النجار عن الرب يسوع «وتدعو اسمه يسوع».  لماذا؟  هل لأنه يريح شعبه من أتعابهم؟! أو أنه يشفي شعبه من أمراضهم أو يغني شعبه؟! حقاً إنه يفعل كل هذا وأكثر، ولكن الغاية الأساسية «لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم» (متى 1: 21).

لقد نلنا وننال وسننال خلاصًا؛ لذلك تأتي كلمة "نائلين" في المضارع المستمر.  فنحن قد تمتعنا بالخلاص من قصاص خطايانا، ونتمتع يوميًا بالخلاص من سلطان الخطية، وننتظر اليوم الذي سنتمتع فيه بالخلاص من جسد الخطية. 
ما أعظم هذا الخلاص، فلا يوجد ما يخفف ويضاءل آلامنا وأوجاعنا مثله.  إنه الخلاص الذي نقرأ عنه في الرسالة إلى العرانيين «خلاصًا هذا مقداره قد ابتدأ الرب بالتكلم به» (عبرانيين 2: 3).  لم يستطع كاتب الرسالة أن يحدد وصف أو مقدار أو قيمة لهذا الخلاص لذلك اكتفى بالقول "هذا مقداره".

 لقد نال الرسول بولس هذا الخلاص فأستطاع أن يقول «لكن ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة بل إني أحسب كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء».  لقد خسر أن يكون له زوجة وأولاد، وخسر أن يكون له مكان إقامة وموطن، خسر صحته وراحته، لقد خسر كل شيء؛ لكنه يكمل قائلاً: «وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح وأوجد فيه» (فيلبي 3: 7 - 9)  بقدر ما يغلو هذا الخلاص في أعيننا، بقدر ما ترخص كل الأشياء حتى تصبح نفاية.  فلا يوجد شيء يهون علينا ما نخسره أو نفقده، قدر إدراكنا لقيمة ما نلناه من خلاص.

عزيزي، أتمنى من كل قلبي ألا تهمل هذا الخلاص.  فنحن نهتم بأشغالنا وبيوتنا وأولادنا وصحتنا وبأشياء كثيرة، ونهمل أبديتنا.  قد لا ترفض هذا الخلاص ولكنك قد تؤجله أو تهمله، لذلك يقول كاتب رسالة العبرانيين «فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً»   (عبرانيين 2: 3).  نحن لا نعلم المخبوء لنا ولا نعلم ماذا سيصادفنا غدًا «اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم» (عبرانيين 3: 15).  إني أدعوك اليوم أن تقبل هذا الخلاص ولا تؤجل أو تهمل.  تعال إلي المسيح الآن معترفًا وتائبًا عن خطاياك، طالبًا رحمته وخلاصة.  «هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص» (2 كورنثوس 6: 2).  أرجو أن لا تؤجل فلا تنجو.

مجدي صموئيل