Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

العلاج الثلاثي
3 - خلاص من الله (2)

ثانيًا: إن هذا الرجاء يعطي تعويضًا عن كل خسارتنا.  كثيرًا ما نحزن بسبب اشياء فقدناها أو خسرناها.  قد نخسر شيئًا من كرامتنا ومجدنا أو من ربحنا وغنانا أو ربما نخسر شخصًا من عائلتنا.  ماذا نخسر ها هنا؟! وماذا يساوي كل هذا أمام الميراث الذي ينتظرنا؟!  ميراث مكتوب عنه «ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم» (1 بطرس 1: 4). 

هذا الميراث يتميز بثلاث صفات.  أنه ميراث لا يفنى أي لا يضيع، ولا يتدنس أي لا يفقد فاعليته أو يتنجس، ولا يضمحل أي لا يزول بريقه.  هذه الثلاثة اشياء هي ما ذكره الرب يسوع نفسه عندما تكلم عن الكنوز الأرضية حين قال «لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون (متى 6: 19). 

الكنز الأرضي يفسد لثلاثة اسباب.  أولاً الصدأ يجعله يفقد بريقه وجماله ولمعانه.  ثانيًا السوس لا يفقده شكله الخارجي لكنه يجعله هشًا من الداخل.  قد لا تفقد سيارتك أو بيتك أو أيًّا من ممتلكاتك، لكنك تفقد تمتعك بها.  ثالثًا السارق يفقدك وجود الكنز.  كل ما يعطي العالم إما أن يصدأ أو يسوس أو يسرق، ولكن الميراث الذي لنا لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل. 

لذلك قال الرسول بولس «ما كان لي ربحًا فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة   بل إني أحسب كل شيء أيضا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح» (فيلبي 3: 7، 8).  فهذا الرجاء يعطينا يقينًا بتعويض عن آلامنا لذلك يقول ايضًا «قبلتم سلب أموالكم بفرح» هل يمكن لشخص أن يفرح عندما تسرق أمواله؟! سنجد الإجابة عندما نستكمل الآية «قبلتم سلب أموالكم بفرح عالمين في أنفسكم أن لكم مالاً أفضل في السموات وباقيًا» (عبرانيين 10: 34) 

عزيزي، عندما تخسر شيئًا تذكر أنه «ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة» (عبرانيين 13: 14).  وتذكر أنك لن تستطيع أن تعيش سعيدًا إن غاب عنك هذا الرجاء لأنه «إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس» (1 كورنثوس 15: 19)

مجدي صموئيل