Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

العلاج الثلاثي
2 - حماية من الله (2)

من أشد أنواع الألم ذلك الألم الناتج من الخوف؛ الخوف من شئ لم يحدث وقد لا يحدث.  قد تعيش سنين عديدة متألمًا وخائفًا ليس لوجود مشكلة ما في حياتك وإنما خوفًا من حدوث مكروه ما في حياتك.  إنه الخوف من المستقبل.  لذلك قال المسيح «فلا تهتموا للغد. لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره» (متى 6: 34). وهذا يعني وجود شر كل يوم؛ ويعني أيضًا أننا لا نستطيع ان نحتمل شر يومين.  ويقول الرسول بولس أيضًا «الأيام شريرة» (أفسس 5: 16) ولكن يوجد ما يشجعنا من مزمور 27 حين يقول «لأنه يخبئني في مظلته في يوم الشر. يسترني بستر خيمته» (مزمور 27: 5).  نعم يوجد يوم الشر، لكننا مطمئنون في يوم الشر.

أخي القارئ بمجيئك إلى المسيح لن يختفي الشر من حياتك، ولكن يوجد من يحميك من شر الزمان، إنها الحراسة الإلهية. نحن غير متروكين للعالم ليفعل بنا ما يشاء أو لإبليس ليفعل لنا ما يريد. قد تتساءل أيضًا كيف بالرغم من هذا، هناك أوجاع وأحزان وتجارب؟!  أخي ثق في الرب وثق أنه لا يوجد شئ يحدث في حياتنا إلا بإذن منه ولغرض عنده ولخير لنا. تذكر أن الشيطان قبل أن يمس أيوب أخذ الإذن أولاً من الرب.  وأيضًا قبل أن يغربل الشيطان بطرس طلب إذنًا من الرب. 

«وقال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة» (لوقا 22: 31).  كنت أتوقع أن يقول الرب "لكني طلبت لأجلك لكي لا يغربلك". فكيف تسمح له يارب أن يغربلنا؟! بينما تكون الاجابة «ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك»  (لوقا 22: 32).  إن أكثر ما يشجعنا وسط الآلام وبينما نحن كالحبة في الغربال نُرفع لفوق ثم نسقط لأسفل ونتخبط يمينًا ويسارًا، هو القول "لكني طلبت لأجك لكي لا يفنى إيمانك".  إننا لن نفنى.

حقًا قال الرسول بولس «في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا» (رومية 8: 37) لقد جَرب ذلك الرجل الآلام كمن لم يُجربها أحد.  كيف تحمل الرسول بولس آلامه؟! إنه اليقين.  اليقين الأول: «إني "متيقن" أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا» (رومية 8: 38)، إنه يقين المحبة الله والولادة الجديدة.  أما اليقين الثاني فيقول عنه «لهذا السبب أحتمل هذه الامور أيضا لكنني لست أخجل لأنني عالم بمن آمنت "وموقن" أنه قادر ان يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم» (2 تيموثاوس 1: 12).  إنها الثقة في الحراسة الإلهية.

مجدي صموئيل