Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

العلاج الثلاثي
1 - الولادة من الله (3)

ان الولادة الجديدة لا تعني فقط غفران خطايانا وطبيعة جديدة، هناك ما هو أعظم؛ أن الله بالولادة صار أبانا.  «انظروا اية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله» (1 يوحنا 3: 1).  لا يوجد ما يشجع ويشدد ويعطي الراحة والثقة واليقين وقت الألم والمرض أو الوحدة والغربة أكثر من إدراكنا لهذا الانتساب الجديد.  ما يطمئن المؤمن ليس فقط أن خطاياه قد غفرت وأن أبديته قد ضُمنت، بل أنه صار ابنًا لله. 

ما أعظم إدراكنا لمحبة ومعية الله وقت الألم ، ولكن الأعظم جدًا هو إدراكنا أن لنا سلطانًا.  ما هو هذا السلطان؟! «أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه» (يوحنا 1: 12). 

يوجد آيات كثيرة بها الوعد "لا تخف" منها «لا تخف لأني معك» (إشعياء 41: 10)، آية عظيمة ولكن كل الأديان تقول إن الله معنا.  وإنما أحب آية على قلبي هي «لا تخف لأني فديتك.  دعوتك باسمك.  أنت لي» (إشعياء 43: 1)، فهي تعني أكثر من المعية.  لذلك عندما أدخل في الآم أو ضيقات وأنا متوجع ومتألم ولا أعلم لماذا؛ أعلم وأثق أني ابنك وأني غالٍ على قلبك وأيضًا أنا موضوع مشغوليتك.  كما أنني بالولادة الثانية صرت في علاقة جديدة معك تمكنني من القول: «فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة  ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا» (رومية 8: 38). 

عزيزي القارئ هل تعلم كيف تعطينا هذه الولادة الجديدة راحة وثقة؟  ربما لا تفهم ماذا يحدث معك وربما لا تعرف ما هي نهاية هذه الآلام وما هو سبب هذه الآلام، ولكن مادمت واثقًا أنك ابنه وأنك غالى عليه ومتيقنًا من هذا، ستستطيع أن تتحمل الألم.

أخي، عندما تختبر هذه العلاقة الجديدة مع الله يصبح الله ليس الإله البعيد العالي المتكبر المتجبر، لكنك تختبر «بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخا يا أبا الآب» (غلاطية 4: 6).  فتستطيع أن تكلم الله وأنت واثق في محبته.  ربما لا تفهم ما يحدث معك لكنك لا تشك في محبته.  إنه يعرف ظروفك بل ويعرف اسمك أيضًا «دعوتك باسمك.  لقبتك» (إشعياء 45: 4). وتختبر «في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم.  بمحبته ورأفته هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديمة» (إشعياء 63: 9).

هذا هو العلاج الأول، أن تختبر الولادة من الله.  وعندئذ تُحل مشكلة الخطية والانفصال عن الله، وتتغير طبيعتك، وتصبح ابنًا لله. 
ما أعظمها بركة أن اتيقن أني ابن لله وأني غالٍ على قلبه، كما أن أبديتي مضمونة، وطبيعتي من الداخل ضد الكسر حتى وإن تعرضت لكل أنواع الضغوط. 

أخي، الآن تستطيع أن تقول للرب، أنا الآن لست شخصًا يعبدك، أنا ابنك، وأنت قد غيرت طبيعتي من الداخل.  ما بداخلي أعظم من آلامي، وحتى إن انكسرت، سينكسر الخزف الخارجي فقط وسيشع منه النور، أما الكنز الداخلي فلن يضيع أبدًا.

مجدي صموئيل