Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

العلاج الثلاثي
1 - الولادة من الله (1)

إن السبب الرئيسي للألم والمصدر الرئيسي لدخول الوجع والتعب إلى العالم هو الخطية والانفصال عن الله.  لم يعرف آدم التعب والوجع ولم يعرف الشوك والحسك، ولم تعرف حواء أتعاب الحبل والولادة إلا بعد السقوط في الخطية.  «وقال للمرأة تكثيرًا اكثر أتعاب حبلك. بالوجع تلدين أولادا. وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك. وقال لآدم لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك. وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحقل. بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها. لأنك تراب وإلى تراب تعود» (تكوين 3: 16 – 19).  إن الخطية هي أم الألم

ما من مؤمن يختبر هذا الاختبار الحقيقي  المكتوب عنه «مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية الى الأبد» ، إلا وتحل مشكلته الأصلية والرئيسية. 

عندما أتوا للرب يسوع بشخص متألم ومفلوج وموضوع على السرير ليشفيه، ماذا قال له الرب يسوع؟!  قبل أن يقول له «قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك»  قال له «مغفورة لك خطاياك».  (مرقس 2: 5، 11). الرب لم ينظر فقط إلى مرضه وعدم قدرته على الحركة، بل نظر لما هو أعمق من الألم الخارجي، نظر إلى ألم الروح

ما أعمق هذا الألم عندما لا يعلم الانسان ماذا ينتظره في الأبدية وما هو المخبوء له وماذا بعد الموت.  «لأنه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.  أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه» (متى 16: 26).  ولكن إن كان هناك انسان متألم جسدياً ونفسياً بينما روحه في اتصال مع الله، سيستطيع ان يحتمل آلامه. 

إن إلهنا عندما يقدم علاجاً لا يقدم علاجاً خارجياً فقط؛  فهو يشفي من الداخل أولاً.  لذلك يقول المرنم في المزمور «باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك» (مزمور 103: 2، 3).  لقد ذكر داود الذنوب قبل الأمراض، فغفران الذنوب لا بد ان يسبق شفاء الأمراض

كثيراً ما نطلب من الرب أن يشفينا من أمراضنا أو يغير ظروفنا أو يحل مشاكلنا لنستطيع أن نفرح، وقد تتغير الظروف إلى الأفضل ولكن دون ان نشعر بالسعادة.  لماذا؟ لأن هذا ليس هو الحل الصحيح لمشكلاتنا.  الحل هو أن نتمتع بالبركة التي قال عنها بطرس «مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من الأموات».  لم يقل مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي أنقذنا من المرض أو من الألم، لأن الولادة الجديدة هي الحل الحقيقي لمشكلة الخطية والانفصال عن الله. 

مجدي صموئيل