Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

كلمات من رسالة بطرس الرسول الأولى
 2 - الرجاء

الإيمان والرجاء والمحبة هي أركان المسيحية الثلاث، ولهذا تكلم وكتب الرسول بولس كثيراً عن الإيمان ووضح يقين اللإيمان، وهو من كتب: «لهذا السبب أحتمل هذه الأمور ايضا لكنني لست أخجل لأنني عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم».  (2 تيموثاوس 1: 12)، لذلك يعد الرسول بولس رسول الإيمان

أما الرسول يوحنا فهو رسول المحبة؛ فهو من قال مرتين إن «الله محبة» (يوحنا الأولى 4: 8، 16). وأيضاً كتب «ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه» (يوحنا 15: 13).  هو أكثر من كتب عن المحبة، ورسائله آية وراء الآخري لا تخلو من كلمة المحبة؛ خاصة الرسالة الأولى. 

أما رسول الرجاء فهو الرسول بطرس، فقد تكلم عن الرجاء في افتتاحية رسالته قائلاً؛ «مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من الاموات».  إنه يتكلم عن الرجاء الحي؛ وما أحلى كلمة "حي" عندما تأتي في الكتاب المقدس، فهي تعني رجاء فاعلاً وله مطلق الفاعلية ولا يموت. 

ثم يتكلم عن فاعلية هذا الرجاء قائلاً «أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لأجل امتحانكم كأنه أصابكم أمر غريب» (1 بطرس 4: 12).  كيف لا نستغرب البلوى عندما تحدث؟  أحبائي، إن الامر الغريب أننا لا نتألم بينما الأمر الطبيعي هو أن نتألم.  لأنه «كثيرة هي بلايا الصدّيق ومن جميعها ينجيه الرب» (مزمور 34: 19).  لم يعدنا سيدنا بحياة خالية من الضيق والألم والأحزان، فالمؤمنون يعانون من الآم جسدية والآم نفسية من ضيق وحزن واكتئاب وحرمان وفراغ، ولكن من خلال كلمة الله نثق إنه يوجد رجاء.
ما هو هذا الرجاء؟  وكيف لا نحزن؟!

لا تحزنوا لا تعني اننا "لا نحزن" مطلقاً، بل "لا نحزن" كالباقين الذين لا رجاء لهم. «لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم» (1 تسالونيكي 4: 13).  نحن في أيام اخيرة، إنها أيام الألم والوجع، أيام الشقاء والعناء، ولكننا نؤمن إنه مع الالم يوجد رجاء.  لذلك يقول الرسول بطرس «مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم» (1 بطرس 3: 15). اي كونوا مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب رجائكم وأنتم متألمين.  لقد وعدنا الرب بالضيق في العالم، لكنه قال أيضاً «قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا. انا قد غلبت العالم» (يوحنا 16: 33).  لم يقل الرب كلمتكم بهذا لكي يكون لكم في العالم سلام بل ليكن لكم فيّ سلام.  فإن جاز لنا ان نقتبس من كلام السيد في إنجيل يوحنا، فهذه الرسالة هي رسالة السلام وسط الآلام.  رجاءنا أنه وسط الامنا هناك سلام.

مجدي صموئيل