Magdy Samuel

تأملات من "كتاب دليل المهاجر"

الباب  الخامس: 9
الإغراءات وعلاجها (2)

ثانياً:  الرب يرد سبي لوط ويفك اسره
«فَلَمَّا سَمِعَ ابرَامُ، أَنَّ أَخَاهُ سُبِيَ جَرَّ غِلْمَانَهُ الْمُتَمَرِّنِينَ، وِلْدَانَ بَيْتِهِ، ثَلاَثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ، وَتَبِعَهُمْ إلى دَانَ. وَانْقَسَمَ عَلَيْهِمْ لَيْلاً هُوَ وَعَبِيدُهُ فَكَسَّرَهُمْ وَتَبِعَهُمْ إلى حُوبَةَ الَّتِي عَنْ شَمَالِ دِمَشْقَ. وَاسْتَرْجَعَ كُلَّ الأَمْلاَكِ، وَاسْتَرْجَعَ لُوطاً أَخَاهُ أَيْضًا وَأَمْلاَكَهُ، وَالنِّسَاءَ أَيْضًا وَالشَّعْبَ» (تكوين 14: 14 – 16).

الرب لم يترك لوط في السبي، ولكن عمل في قلب إبراهيم وإستخدمه لخلاص لوط وأسرته من السبي.  وهنا يظهر روعة إيمان إبراهيم، فلم يتشفى في لوط ولم يقل أن لوط يحصد ما زرعت يداه.  ولكن يظل يسميه أخاه.  كما حارب من أجله بعدد قليل وكان من الممكن أن يفقد كل شئ في سبيل تحرير لوط  من السبي والاسر.
وهكذا  فالرب لا يتركنا عندما تخدعنا إغراءات العالم فنسقط فيها ونحصد نتائجها، لكنه يتعامل معنا بنعمته الغنية ويخرجنا من الضيق. 

لذلك أخي القارئ
إن كنت في وضع مشابه للوط وتعاني من ظروف صعبة نتيجة لإختلاطك بالعالم، ثق أن الرب لن يتركك.  أرفع قلبك إليه تائبأ عما فعلت وطالباً منه المعونة والخلاص، وهو يقيناً سيقبل توبتك ويرد سبيك.

وليت الرب يعطينا أن ننظر حولنا ونشفق على كل مؤمن سبي في العالم، فلا ندينه، ولكن نصلي لأجله ونساعده ليتحرر من أسر العالم ويعود لحياة الانتصار الروحي.

لقد أنقذ الرب لوط عن طريق إبراهيم.  وكان الشئ المتوقع أن لا يرجع لوط مرة آخرى إلى سدوم بعدما رأى الموت بعينيه وبعد هذه الفضيحة والعار الذي مر به، بل يقيم مع عمه إبراهيم في حبرون ويحيا في شركة مع الرب باقي أيام العمر والغربة.  ولكن للاسف الشديد رجع لوط إلى سدوم واختلط بالعالم أكثر من الماضي وصاهر العالم، ونسي ما حدث معه.

وهذا ما يحدث معنا أحياناً، فعندما يسمح الرب بالضيق والألم في حياتنا، من مرض أو ظروف صعبة في أعمالنا أو في أسرنا، نتضايق ونصرخ للرب ونتعهد أمامه أنه إذا أخرجنا من الضيق سنعيش بالأمانة أمامه وسنعطيه ما تبقي من عمرنا.  ولكن عندما يستجيب الرب ننسى كل شئ ونرجع إلى ما كنا عليه.

لذلك عزيزي القارئ
 عندما يخرجك الرب من الضيق،لا تنسى ما تعلمته خلال هذا الضيق.
ولا تكرر اخطاءك ثانية، بل التصق بالرب وبالمؤمنين وأرفض إغراءات العالم التي جلبت عليك هذا الضيق.

مجدي صموئيل