Magdy Samuel

تأملات من "كتاب دليل المهاجر"

الباب الثالث: 8
الاحباطات وعلاجها (2)

لقد عالج الرب سارة من خلال أمرين أخرين، فعلهما معها، ويفعلهما الرب أيضاً معنا عندما نصاب بالإحباط والفشل.

ثانياً:  الرب يبعد هاجر ويحل المشكلة
كثيراً نتيجة لضعف إيماننا، نحاول أن نحل مشكلتنا، فنقع في مشكلة أكبر.  وهذا هو خطأ سارة إذ زوجت إبراهيم لهاجر، وعندما حصدت نتائج هذا الخطأ، إذ صغرت في عين جاريتها، حاولت أن تحل هذه المشكلة الجديدة، بإذلال هاجر.  فهي لم تتجه للرب طالبة منه حل المشكلة. 

ولكن عندما هربت هاجر أرجعها الرب وقال لها ارجعي وإخضعي.  فلم تكن هذه هي طريقة الرب وليس هذا هو وقت الرب لحل المشكلة.  بينما حين جاء وقت الرب المناسب، قال الرب لإبراهيم اسمع لسارة في كل ما تقول لك. وذلك لأن إبراهيم رفض أن يبعد هاجر مع اسماعيل، ولكن الرب ايد قرار سارة في هذا الأمر.

عزيزي القارئ،
إن كنت قد إتخذت قراراً خاطئاً في حياتك ومازلت تعاني من اثاره، لا تحاول أن تحل المشكلة بطريقة جسدية، فتقع في مشكلة أكبر.
 
إن كنت قد أرتبط بشريك لحياتك، غير مؤمن لا تحاول حل المشكلة بالطلاق أو الأنفصال. وأن كنت تعاني من مشاكل شديدة في عملك أو مع أسرتك، أو في حياتك الروحية وخدمتك، لا تتسرع ولا تندفع نحو حلول بشرية سريعة. بل صل للرب أن يحل مشكلتك بطريقته وفي وقته.  تعال للرب وثق أنه يستطيع أن يحل المشكلة.  فمشكلتك التي تراها مستعصية ولا تجد مخرجاً منها، الرب يستطيع أخراجك منها. 
«عِنْدَ الرَّبِّ السَّيِّدِ لِلْمَوْتِ مَخَارِجُ» (مزمور 68 : 20). 

عندما تضع مشكلتك أمام الرب، ثق أنه حتماً سيتمم الامر، وأنتظر بهدوء خلاصه.  وتذكر كلام نعمي لراعوث بعدما قابلت بوعز، وطرحت مشكلتها أمامه، «اجْلِسِي يَابِنْتِي حَتَّى تَعْلَمِي كَيْفَ يَقَعُ الأَمْرُ، لأَنَّ الرَّجُلَ لاَ يَهْدَأُ حَتَّى يُتَمِّمَ الأَمْرَ الْيَوْمَ» (راعوث 3: 18). 
أخي القاري أهدأ لأن الرب لن يهدأ حتى يتمم الأمر لك.

ثالثاً: الرب يحقق الوعد لسارة ويعطى اسحق
ما أعظم الهنا، أنه لا ينسى مواعيده لنا، لكنه حتماً يحقق كل ما وعدنا به. وهذا ما فعله الرب مع سارة، إذ اعطاها اسحق، كما وعد، وفي الوقت الذي عينه لها
«وَافْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ، وَفَعَلَ الرَّبُّ لِسَارَةَ كَمَا تَكَلَّمَ. فَحَبِلَتْ سَارَةُ وَوَلَدَتْ لإِبْرَاهِيمَ ابْنًا فِي شَيْخُوخَتِهِ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَكَلَّمَ اللهُ عَنْهُ»  (تكوين 21: 1، 2).

أخي القارئ،
ثق أن الرب سيصنع الوعد كما قال، حتى وإن طال الأنتظار.  فقد انتظرت سارة وإبراهيم خمسة وعشرون عاماً ليتحقق الوعد، ويأتى اسحق. 
لذلك تمسك بالوعد. ولا تستسلم لمشاعر الحزن والإحباط. وثق أنه عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح يأتي الترنم.

 فلا توجد تجربة بلا منفذ لدى الرب.  والرب سيحقق الوعد ويفرح القلب، ويعطي اسحق (الذي يعني ضحك). فقد قالت سارة عندما اعطاها الرب اسحق:  «قَدْ صَنَعَ إِلَيَّ اللهُ ضِحْكًا. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ يَضْحَكُ لِي» (تكوين 21: 6).

 الرب سيفرح قلبك بخلاصه، وقلوب من حولك أيضاً عندما يروا معاملات الله العظيمة معك، فتكون حياتك شهادة لهم.  «حِينَئِذٍ قَالُوا بَيْنَ الأُمَمِ: "إِنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ الْعَمَلَ مَعَ هؤُلاَءِ". عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا، وَصِرْنَا فَرِحِينَ» (مزمور 126: 2 – 3). 

وأخيراً ضحكت سارة ضحكات حقيقية من القلب، مختلفة عن ضحكات الإحباط السابقة.  فسيمسح الرب دموع الإحباط ويملأنا بافراح الرجاء، فنرنم مع المرنم قائلاً:  «حَوَّلْتَ نَوْحِي إلى رَقْصٍ لِي. حَلَلْتَ مِسْحِي وَمَنْطَقْتَنِي فَرَحًا» (مزمور 30: 11).

مجدي صموئيل