Magdy Samuel

تأملات من "كتاب دليل المهاجر"

الباب الثالث: 3
الاحباطات واضرارها (2)

ماذا فعل أيضاً الإحباط بسارة؟ 
يوجد ثلاث أمور اخرى حصدتها سارة نتيجة لهذا الشعور 

ثالثاً:  توتر العلاقات الزوجية
بعدما تسرعت سارة ولم تنتظر الرب ودفعت إبراهيم لهذا القرار؛ شعرت بالذنب.  لكنها لم تتجه للرب للاعتراف بخطأها، بل ذهبت إلى إبراهيم معاتبة وقائلة: «ظُلْمِي عَلَيْكَ! أنا دَفَعْتُ جَارِيَتِي إلى حِضْنِكَ، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرْتُ فِي عَيْنَيْهَا. يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ»  (تكوين 16: 5).  وهكذا دخل الخصام والتوتر إلى خيمة إبراهيم. 
فسارة التي أوصي الرسول بطرس، النساء أن يخضعن لرجالهن، متمثلات بها في خضوعها لزوجها، وقولها عن إبراهيم "سيدها"، حين ضعفت بسبب الإحباط تفوهت بكلمات التذمر على زوجها، إذ قالت له "ظلمي عليك ... يقضي الرب بيني وبينك".  «كَذلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ... كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْرَاهِيمَ دَاعِيَةً إِيَّاهُ "سَيِّدَهَا"»  (1 بطرس 3: 1، 6).

أحياناً كثيرة عندما نصاب بالإحباط نلقي باللوم والاتهام على غيرنا.  وأحياناً على شريك حياتنا.  فعندما نصطدم بالمشاكل في طريق الحياة، بدلاً من أن نصرخ للرب، نلوم بعضنا البعض.  ونتهم الآخر أو شريك حياتنا بأنه السبب. 
وهذا ما فعله أبونا ادم قديماً، فبدلاً من أن يعترف بخطأه للرب، عندما سأله "هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟"  ألقى باللوم على الرب وعلى حواء زوجته قائلاً:  المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني فأكلت.

أخي القارئ
 إن تبادل الاتهامات بينكما كزوجين لن يحل المشكة بل سيعقدها أكثر.  أذهبا سوياً إلى الرب، فهو وحده القادر أن يحل كل مشاكلكما.  اعترفا إلى الرب قائلين: "لقد  أخطأنا بسبب إحباطنا، لكننا نتوب أمامك، ونثق أنك تستطيع أن تخرج من الشر خيراً لنا.

رابعاً:  القسوة والعنف
الإحباط يقودنا إلى الغضب والتوتر وأحياناً إلى القسوة.  فالإحباط يولد لدينا إحساس بالضعف والرثاء للنفس، فنلجأ إلى العنف والقسوة لأخفاء هذا الشعور.
«فَأَذَلَّتْهَا سَارَايُ» (تكوين 16: 6). 

يقيناً لم يكن الإذلال من سلوكيات سارة العادية، فلم نتعود من سارة على العنف أو الإذلال.  ولكن الإحباط جعلها تفعل هذا.  وقد يجعلنا نحن نفعل هذا وأكثر، إذ نقسوا على من حولنا.

قد يحبط الزوج حين يفشل في تحقيق أماله وأحلامه، سواء مهنياً أو أسرياً أو في أي مجال آخر، لذلك قد تهتز ثقته بنفسه، حين يخفق في تحقيق أماله؛ مما يجعله قاسياً على نفسه وأيضاً على زوجته، في حين يوصي الكتاب المقدس الأزواج أن لا يقسوا على زوجاتهم.  «أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ، وَلاَ تَكُونُوا قُسَاةً عَلَيْهِنَّ» (كولوسي 3: 19).

الزوجة أيضاً قد تشعر بالاحباط، نتيجة لتضحيتها  بعملها أو تأجيلها لعملها أو دراستها، وذلك لكي تتيح فرصة أكبر وتوفر مناخ أوفر لزوجها، لكي يعمل أو يدرس.  ومع مرور الوقت تشعر أنها فقدت النجاح المهني الذي كانت تحلم به،  أو ربما أخفقت في تحقيق ما كانت تتمناه لنفسها قبل الزواج، فيتعمق لديها الإحساس بالإحباط، مما يجعلها تقسو على زوجها.

ومن الممكن أن يؤثر إحباط الاباء على الابناء.  فقد يقسوا على ابنائهم، نتيجة للضغوطات والإحباطات التي يتعرضون لها في عملهم أو في آي مجال آخر.  وذلك قد يُعرض الابناء أنفسهم للفشل والإحباط، إذ يوصي الكتاب المقدس الأباء من جهة الابناء قائلاً:  «أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أولادكُمْ لِئَلاَّ يَفْشَلُوا» (كولوسي 3: 21).

خامساً:  الحصاد المر
لقد جاء اسماعيل نتيجة لقرار سارة الخاطئ، الذي كان سبب مرارة لسارة ولإبراهيم، ولكل نسل إبراهيم إلى الآن.  يقيناً سارة شعرت بالندم والذنب بعد هذا القرار إذ فقدت سلامها واحترام جاريتها لها، بل لم يعد لها سلطة عليها.  «لَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرَتْ مَوْلاَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا» (تكوين 16: 4).  وهكذا نتيجة للإحباط أخطأت سارة، فحصدت حصاداً مريراً.

أحياناً يزين لنا الشيطان حلولاً بشرية أو جسدية لحل مشاكلنا وعلاج الإحباط في حياتنا.  وقد تنجح هذه الحلول الجسدية أو البشرية على المدى القصير.  ثم نشعر بالندم لما فعلنا، عندما نحصد نتائج ما فعلنا.  «فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الأنسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا» (غلاطية 6: 7).

أخي القارئ
أنتظر الرب، حتى أن تأخر الوعد وطال الأنتظار. 
فخيراً لك أن تنتظر تحقيق وعد الرب
وتأخذ اسحق الذي معنى أسمه "ضحك
عن أن تتسرع  وتأخذ قراراً قد يكون خاطئ،
يكون نتيجته إسماعيل الذي يأتي بالكدر لحياتك.

مجدي صموئيل