Magdy Samuel

تأملات من "كتاب دليل المهاجر"

الباب الثالث: 1
سارة وإحباطات الحياة

الإحباط هو شعور داخلي بخيبة الأمل أو الفشل، نتيجة أحلام غير محققة، أو ظروف غير متوقعة، أو خطط غير ناجحة.  وهو شعور غير مريح ومزعج .  فعندما يتملك من الإنسان يقوده إلى الاكتئاب واليأس والقرارات الخاطئة. 

فقد قال الكتاب في سفر الأمثال:  «الرَّجَاءُ الْمُمَاطَلُ يُمْرِضُ الْقَلْبَ» (امثال 13: 12).

هل يمكن أن نشعر بالإحباط ونصاب بالفشل ويتسرب اليأس إلى قلوبنا؟

للأسف أحياناً يحدث هذا.  ومن خلال خدمتي، ومن خلال ما قابلت كخادم للرب وكطبيب نفسي، أشعر أن الكثيرين يجتازون في مشاعر الإحباط والفشل في بعض الاحيان.

كما أن هذا الشعور قد يزداد ويتعمق حين يعتقد الشخص أنه سيتخلص من جميع المشاكل التي يواجهها في الحياة، فيتولد لديه شعور بالاطمئان.  وليس ذلك فقط، فقد يصل الأمر إلى الآمال العريضة والأحلام الكثيرة، عما ينتظره من نجاحات في كافة مجالات الحياة.  لذلك ينتابه شعور بالراحة، وشعور بالتفاؤل والأمل من جهة المستقبل الذي ينتظره. ولكن عندما يواجه الواقع بكل ما فيه من صعوبات وضيقات، يبدأ الاحساس بالتفاؤل والأمل يقل، ويُستبدل تدريجياً بأحساس بالفشل والإحباط.

«أَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً ... لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ ... وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، حَتَّى إِذَا اسْتَطَاعَ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّ تُرَابَ الأَرْضِ فنسلكَ أَيْضًا يُعَدُّ» (تكوين 12: 2، 7 و13: 16).

خرج إبراهيم وسارة من أور الكلدانيين  إلى أرض كنعان على اساس وعد الرب لهما، بالبركة والنسل الكثير.  كان إبراهيم وسارة ينتظران بشغف هذا الوعد المبارك، أن يأتي ابن الموعد، أن يأتي اسحق. 

وهكذا سنة وراء الآخرى كانت تنتظر سارة تحقيق الوعد.  ومرت عشر سنوات ولم يتحقق الأمل بل ساءت الأمور أكثر.  لقد أنقطع أن يكون لها عادة كالنساء وبدأت تفقد الرجاء في أن يكون لها ابن.  فقد قالت  «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ»  (تكوين 16: 2).

هذا ما يحدث أحياناً كثيرة في رحلة الحياة.  فقد تكون لدينا أمال عريضة وأحلام جميلة.  قد تكون هذه الأحلام والأمال مشروعة من منزل كبير وسيارة لكل فرد من أفراد الأسرة وعمل ناجح ودخل مرتفع.  أو أن يعطينا الرب زوجة أو أولاد.  وقد تكون أحلامنا روحية، مثل أن يستخدمنا الرب أو يبارك حياتنا.  ولكن عندما يتأخر تحقيق الحلم؛ نفقد الأمل نصاب بالإحباط، وعندما نجد معطلات كثيرة أمامنا نفشل ونيأس.  وحينما تسير أحداث الواقع عكس توقعاتنا وضد أمالنا نصاب بالإحباط.  ونتيجة لشعورنا بالاحباط، قد نأخذ قرارات خاطئة.

وهذا ما حدث مع سارة عندما تأخر الوعد عشر سنين، فأخذت قرار خاطئ نتيجة لإحباطها.  أذ جعلت إبراهيم يتزوج هاجر، جاريتها المصرية.  ومن حياة سارة نستطيع أن نتعلم دروساً مفيدة للغاية في رحلة الحياة.

أخي القارئ
لا تدع ضغط الاحتياج يقودك للإحباط.  أرفع عينك على إلهك القدير، القادر على كل شئ.  وتأكد ان الرب سيحقق الوعد ويفرح القلب، ويعطي اسحق الذي يعني ضحك.  وثق أن الرب سيعينك على الانتظار، وسيكرمك ويكافئك على أنتظاره. 

مجدي صموئيل