Magdy Samuel

تأملات من "كتاب دليل المهاجر"

الباب الثاني: 8
المخاوف وعلاجها (2)

الرب في طريق علاجه لمخاوف ابراهيم فعل امرين اخرين:
 الرب يرد سارة
الرب لم يضرب فرعون فقط لكنه خلص سارة من يده وردها لإبراهيم.  لقد أحضر فرعون، بعد أن ضربه الرب، إبراهيم وقال له لماذا قلت أنها أختي، خذها واذهب.

 ما احلى هذه الكلمات على أُذن وقلب إبراهيم "خذها واذهب". 
وما احلاه من لقاء رائع عندما أحتضن إبراهيم سارة مرة آخرى بعد غياب مر وصعب.

هل يستطيع الرب أن يرد لنا ما أخذه العالم منا في لحظات ضعفنا؟  هل يستطيع الرب أن يرد لنا ما سرقه إبليس منا نتيجة لإهمالنا وضعف إيماننا؟
نعم يستطيع الرب أن يرد المسلوب عندما نتواضع أمامه ونعلن توبتنا له ونعلن ضعفنا كما نعلن ثقتنا فيه.
«لأنهُ لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ الأتي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا»  (2 اخبار أيام 20: 12).
 
ماذا ضاع منك عزيزي القارئ؟ 
هل سرق الشيطان أفراحك وسلامك أو شركتك مع الله وحياتك الروحية؟  هل استغل الشيطان ضعف إيمانك وإهمالك؟  هل سرق منك سعادتك الزوجية؟  هل أخذ منك امرأتك؟  هل أنت في سبيلك إلى الأنفصال أو الطلاق أو حدث هذا فعلاً؟

الرب يستطيع أن يرد المسلوب عندما نتواضع أمامه.  تعال إلى الرب الآن صلي من قلبك ولا تستسلم بل تواضع أمامه بتوبة حقيقية.  واعلن إيمانك وثقتك فيه واطلب منه قائلاً:  يا من رددت سارة لإبراهيم رد أولادي لي أو زوجي أو زوجتي.  يا رب رد لي بهجة خلاصك ورد خدمتي لي.  صلي إليه ضارعاً:  «أَلاَ تَعُودُ أَنْتَ فَتُحْيِينَا، فَيَفْرَحُ بِكَ شَعْبُكَ؟» (مزمور 85: 6).

ما احلى عودة سارة إلى خيمة إبراهيم.  لقد رجع الهتاف والأفراح إلى خيمة إبراهيم مرة آخرى.

الهنا الصالح يرد كل سارة أخذت من بيوت المؤمنين ويرد كل أفراح روحية لكل بيت مسيحي.  فيرنم فرحاً مع المرنم عندما رد الرب سبيه قائلاً  «حِينَئِذٍ امْتَلأَتْ أَفوَاهُنَا ضِحْكًا، وَأَلْسِنَتُنَا تَرَنُّمًا» (مزمور 126: 2).

 الرب يبارك إبراهيم
الرب لم يترك إبراهيم ولم يرفضه بعد هذا الخطأ الكبير ولكنه باركه واعاده مرة آخرى إلى بيت إيل مكان الشركة والفرح.  وصار غنياً جداً في المواشي والفضة والذهب.  كما حقق له كل ما وعده به.  وأعطاه أسحق الذي جاء من نسله المسيح.  حقاً لقد ضاعت أيام من رحلة الإيمان وتعرض إبراهيم للتوبيخ من فرعون، ولكن الرب بارك إبراهيم.  الرب يجرح ويعصب يسحق ويداه تشفيان.
 
الرب سيعيدك أفضل مما كنت، إذا كنت ستتواضع أمامه وتعلن احتياجك لجلاله. هل تثق أن الله يستطيع أن يبارك حياتك مرة آخرى ويعيد المسلوب اليك؟ 
نعم، لقد وعد أن يجعل وادي عخور (مكان الكدر والفشل والهزيمة) باباً للرجاء (مكان الفرح والتعزية والأنتصار). 

هل يستطيع الرب أن يباركك وتكون بركة! 
نعم عزيزي القارئ الرب سيبارك حياتك وأسرتك وعملك وأيضاً سيجعلك بركة لمن هم حولك، وتكون شهادة للآخرين وتربح نفوس للمسيح.  ولكن لن يحدث هذا إلا إذا تواضعنا تحت يد الرب القوية وصرخنا إليه أننا اخطأنا وفقدنا الكثير، لقد فقدنا سارة وفقدنا تعزياتنا وأفراحنا.  ونحن لا نقدر أن نقف أمام وجه فرعون، لكننا نأتي أمامك تائبين متواضعين واثقين في وعدك:  «فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَابرِئُ أرضهُمْ»  (2 اخبار أيام 7: 14).

مجدي صموئيل