Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

مقدمة:1

ممن أخاف؟!


ممن أخاف؟!
سؤال قصير، لكنه يحمل معنى كبير:  فهو مليء  بالإيمان والتحدي، بالشجاعة والانتصار، بالثقة والرجاء
ولكن هل حقًا يستطيع الإنسان اليوم أن يتحدى الخوف الذي هزم الملايين؟  وهل يمكن أن يقهر القلق، وباء العصر الحديث، ويهتف قائلاً: «ممن أخاف»؟!


أنا مطمئنٌ
كلمة صغيرة ولكنها تحوي معاني كثيرة.  فهي تعني التمتع  بالأمن والأمان، بالطمأنينة والسكينة،  بالراحة والسلام
ولكن هل يستطيع إنسان اليوم، عندما يفكر بعمق فيما حوله من: ظروف وأحداث.. تغيرات وتحولات.. مخاوف حاضرة ومستقبلة.. هل يستطيع أن يقول:«أنا مطمئن»؟

هل حقًا يستطيع إنسان اليوم، أن يتمتع بسلام الذهن، وراحة الضمير، وسكينة القلب؟!
هذه الكلمات القوية المعبّرة:

”ممن أخاف“  ..  ”أنا مطمئن“
تغنّى بها داود في أيام صعبة وعصيبة.  لقد ترنّم بها أثناء الحرب، ونزول الجيش، وقيام الأعداء، واقتراب الأشرار.
ولهذا يُعتبر مزمور 27 علاج إلهي شامل للخوف؛ فهو ترنيمة عذبة قوية وجميلة تقهر كل أدواء الخوف والقلق. 
نجد فيها مرنم المزمور، داود النبي، يعاني من مصادر كثيرة للخوف:  فهو مطارَد من الأعداء، ومتروك من الوالدين، ومفترى عليه من الظالمين الأشرار، ومبعَدًا عن بيت الرب؛ وبالرغم من كل ذلك، يتحدى كل الظروف، قائلاً بإيمان: «ممن أخاف».

وتستعجب عزيزي القارئ عندما تجد أن هذه الكلمات، التي كُتبت منذ حوالي 3000 عام، قد عالجت مخاوف ملايين البشر عبر العصور.  والآن تستطيع أن تشفي مخاوفك أنت يا إنسان العصر الحديث!
إنها دعوة لقهر الخوف ولتحدي القلق بالإيمان
فتُرنِّم مع داود قائلاً: «الرب نوري وخلاصي ممن أخاف؟!  الرب حصن حياتي ممن أرتعب»؟!
إنها دعوة للتمتع بالسلام الداخلي العميق،
سلام الله الذي يفوق كل عقل، الذي يحفظ الفكر والقلب في المسيح يسوع.
فالسلام الحقيقي هو عطية من الله لكل من يؤمن به.  لذلك ففي حديث المسيح الأخير قبل الصليب وعد تلاميذه بسلامه الشخصي قائلاً: «سلامًا اترك لكم.  سلامي أعطيكم.  ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا.  لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب» (يوحنا 14: 27).
*  *  *
وفي هذا الكتاب نتعرف معًا، من خلال مزمور 27، على:
أسباب المخاوف البشرية التي تخيف البشر،
ووسائل الأمان الإلهية التي تُطمئن المؤمن. 
كما نكتشف أيضًا السبيل المسيحي للشفاء من الخوف والقلق. 
وهذا من خلال خطوات عملية كتابية نتعلمها ونتدرب عليها؛
فنتحرر من الخوف ونمتلئ بالسلام.


مجدي صموئيل