Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الرابع: 7

دراسات وإحصائيات

أُجريت دراسة في جامعة جورج تاون بواشنطن في أمريكا على أكثر من ألف مريض (1028).  نصف هؤلاء من المؤمنين والنصف الآخر من غير المؤمنين.  البعض يعانون من حالات الاكتئاب والآخرون يعانون من أمراض الشرايين التاجية للقلب.  ولقد لوحظ تحسن المؤمنين بنسبة 6 أضعاف عن غير المؤمنين في حالات الاكتئاب، وتحسن مرضى القلب المؤمنين بنسبة 35% أكثر من غير المؤمنين.

لقد أرجع العلماء ذلك لأربعة أسباب رئيسية:
1- الإيمان المسيحي: إن إيمان المؤمن بوجود الله ومعيّته له وسلطانه علي الظروف، ورجاءه في الذهاب إليه أو مجيء الرب الثاني؛ تجعل لديه إستراتيجيات تفكير وقناعات داخلية تسنده وقت الشدة والألم وتساعده علي الاحتمال والصبر.


2- الممارسات المسيحية: مثل الصلاة، التأمل، التسبيح، التناول من مائدة الرب، درس الكتاب، الخدمة، وغيرها؛ تعطى فرصة للمؤمن لتفريغ همومه وغذاء روحه ونفسه واستثمار وقته وطاقاته، وتجعله يستطيع أن يتحرر من الخوف والحزن والاكتئاب ويختبر الفرح والسلام.


3- الشركة المسيحية: الشركة تتمثل في الاجتماعات، الزيارات المتبادلة، الرعاية الرعوية، المؤتمرات، الشركة الجماعية.  فالكنيسة تُعتبر مجتمع علاجي، يحتوي الأشخاص ويشجِّعهم ويتفاعل معهم، مما يعطيهم قوة أكبر على مواجهة مخاوفهم وضغوطهم.


4- السلوكيات المسيحية: فالمسيحي لا يدمن الخمر والمخدرات والتدخين، ولا يعانى من الكراهية والغضب والحقد والغيرة، ويتعلم ضبط النفس والتسامح والغفران والمحبة والقناعة والرضا.  كما أنه أيضا أمين لشريكه مخلص لعائلته.  كما أنه يبتعد عن المشاحنات الزوجية والانفصال والطلاق وغيرها، مما يجعل سلوكياته هذه وقاية من الصراعات وأخطار القلق والاكتئاب.


في دراسة أخرى نشرت في مجلة: ” Journal of chronic diseases“ وُجد أن معدل الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والرئة وتليف الكبد وبعض أنواع السرطان، تقِل في المؤمنين المنتظمين في الكنائس عن غير المؤمنين.
 
وقد أرجع العلماء ذلك لثلاثة احتمالات:
الاحتمال الأول: أن المؤمنين لا يدمنون الخمر أو التدخين أو يمارسون الجنس خارج الزواج.

الاحتمال الثاني: أن الحياة الروحية تؤدي إلي حالة من السلام النفسي والتخفيف من التوتر؛ مما يقي من ارتفاع ضغط الدم.

الاحتمال الثالث: إن الدعم الاجتماعي الذي توفِّره الكنيسة يمكن أن يقي من تأثير الضغط النفسي.

الرب ليس طبيبًا نفسيًا يسمعك، لكنه إله عظيم يسمعك ويعتني بك ويخلِّصك.

مجدي صموئيل