Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"


الباب الرابع : 1

المخاوف الرئيسية


يصل مجموع المصابون بهذه الأنواع الثلاثة إلى 10–15% من تعداد أي شعب!  أي أن هناك واحد من بين كل 7- 10 أشخاص يعاني من أحد الأنواع الآتية:

اضطراب الهلع Panic attacks
اضطراب الرهاب Phobias
اضطراب الوسواس القهري Obsessive Compulsive Disorder

اضطراب الهلع  Panic Attacks
ينتشر بين 2-5% من مجموع الشعب.  وهو عبارة عن نوبات متكررة من القلق الشديد والهلع.  وترتبط بشكل ثابت بوجود خوف من الموت أو النهاية.  كما تجعل الشخص يخاف من الزحام ويتجنب الوجود مع مجموعات.  كما يخاف من البقاء وحده.
وهكذا يعيش حالة من الشلل الإجتماعي فهو خائف من الخروج للأماكن العامة وخائف أيضاً من البقاء بمفرده.
وتشير الإحصائيات إلى أن 30-50 % من المترددين على أطباء  القلب لا يعانون من أمراض الشرايين التاجية، بل أنهم يعانون من اضطراب الهلع (رعب الموت).


اضطراب الرَهَاب   Phobias
يُعتبر هذا النوع من أكثر أنواع الخوف والقلق انتشارًا، حيث يصيب حوالي 8% من أي شعب   وهناك أنواع كثيرة من هذا النوع تصل إلى حوالي 700 نوع من الخوف، مثل الخوف من الحيوانات، الميكروبات، السفر بالطائرة أو القطارات، الأماكن المرتفعة أو الضيقة أو المتسعة.


وهناك ما يسمى    (Post Traumatic Stress Disorder (PTSD

أي قلق ما بعد الصدمة.  وهو عباره عن رد فعل ممتَّد؛ لتعرض الإنسان لموقف مثل كارثة طبيعية مثل الزلزال، أو اعتقال أو تعذيب، أو حادثة شديدة، أو مشاهدة موت آخرين موتًا عنيفًا.
تتضمن الأعراض: نوبات اجترار الحادث من خلال ذكريات اقتحامية مع أحلام أو كوابيس.  وتوتر دائم مع عدم التجاوب مع العالم المحيط.

الوسواس القهري  Obsessive Compulsive Disorder
يمثل هذا النوع من القلق والتوتر حوالي 2.5% من مجموع الشعب.
تتضمن الأعراض: وجود وسواس في هيئة أفكار أو رغبات لا تُقاوَم أو مخاوف قهرية مستمرة أو دورية، تسبب قلقًا ومعاناة شديدة.

يحاول الشخص مقاومة هذه الوساوس وعدم الاستسلام لها، ولكنه أحيانًا كثيرة ما يفشل في مقاومتها لقوَّتها القهرية.  مع أنه كثيرًا ما يكون مقتنعًا بعدم معقوليتها ومعرفته الأكيدة أنها لا تستحق منه هذا الأهتمام.
وهذا النوع من القلق والوسواس يتأثر بشدة بالثقافة ومحتوى التفكير.  فمثلاً تنتشر الوساوس الدينية مثل العيب في الذات الإلهية والوساوس الجنسية في البلاد العربية والشرقية عن البلاد الغربية.
فتصل الوساوس الدينية في مصر إلى 57 % من حالات  الوسواس، واليهود إلى 52 %، والهنود إلى 38 %، والولايات المتحدة 18%، بريطانيا نادرًا جدًا.

 

ومن خلال تأملنا في محتويات هذا الكتاب نستطيع أن نرى أن الأسباب الثلاثة للخوف: غضب الله، واضطراب العالم، وهياج العدو؛ تُعتبر المصادر الرئيسية للمخاوف البشرية.  والتي يمكن ترجمتها في الواقع البشري إلى ثلاثة أنواع من المخاوف التي نراها كثيرًا من حولنا، وهي المخاوف الأكثر شيوعًا وانتشارًا في عالمنا.  وهي:

أولاً: رعب الموت والذي قد ينتج عنه نوبات هلع والشعور باقتراب الموت (Panic Attacks)
ثانيًا: مصائب الحياة والذي قد ينتج عنه مئات الأنواع من المخاوف المختلفة (Phobias)
ثالثًا: وساوس الشيطان والذي قد ينتج عنه وساوس قهرية كثيرة (Obsessions)

وفي هذا الفصل نستعرض معًا ثلاث شخصيات كتابية استطاعت أن تقهر هذا الثالوث المرعب.  فنرى:
بولس الرسول يقهر رعب الموت،

وبني قورح يتحدون مصائب الحياة،

والمسيح المبارك يهزم أفكار الشيطان.

مجدي صموئيل