Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الثالث: 13

مثال من الكتاب
يشوع القائد المرتعب (يشوع 1)


عندما مات موسى عبد الرب، قال الرب ليشوع: «موسى عبدي قد مات، فالآن قُم اعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم».  لقد كانت المسئولية كبيرة فقد كان يشوع يخاف بسبب ثلاثة أمور:

الأمر الأول: موت موسى رجل الله العظيم القوي الذي يقويه ويشدده (غياب المعونة البشرية).  فكيف يسير بدون موسى؟!

الأمر الثاني: عبور نهر الأردن هذا المانع المائي الكبير، وقت فيضانه وهو ممتلئ إلى جميع شطوطه.  كيف يتخطى هذا الحاجز بدون سفن أو مراكب وبدون أي إمكانيات مادية أو بشرية (غياب الإمكانيات)؟  كيف يعبر هذا الأردن؟

الأمر الثالث: إنه ليس مسئولاً فقط عن نفسه أو أسرته وأولاده ولكن عن شعب كبير وعنيد ومتعب، عددهم ستمائة ألف ما عدا النساء والأولاد، أي ما يقرب من مليونين.  «أنت وكل هذا الشعب» (ضخامة المسئوليات).  لقد قال عنهم موسى شعب صلب الرقبة، كما طلب من الرب قائلاً «اقتلني قتلاً... فلا أرى بليتي» (عدد11: 15) وفرط بشفتيه بسببهم (مزمور106: 33).  فكيف يحمل مسئولية هذا الشعب الكبير؟

لكن ماذا كان العلاج الإلهي لمخاوف يشوع؟ 

لقد قال الرب ليشوع «كما كنت مع موسى أكون معك، لا أهملك ولا أتركك تشدد وتشجع»

بل أمره قائلاً: «أما أمرتك تشدد وتشجع لا ترهب ولا ترتعب لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب». 

ووضع أمامه أعظم مصدر للتشجيع الإلهي، سفر الشريعة، قائلاً: «لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارًا وليلاً... لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح».

أخي القارئ أن تشديد الرب وتشجيعه لك وقوة الله معك أكبر من كل مسئولياتك
إن موت موسى، وعبور الأردن، وحجم الشعب، لن يخيفك يا يشوع؛ لأن إلهك لن يتركك ولن يهملك ولكنه يشددك ويشجعك. 

قد لا تكون استجابة الرب لنا في مخاوفنا بتغيير ظروفنا أو تخفيف مسئولياتنا، ولكن بتعظيم قوته فينا وتشديد أيادينا فنقول: «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوّيني» (فيلبي4: 13). 

ثق أنه يقويك ويشددك ويشجعك.

وُلد الخوف في جنة عدن ويموت عندما نصل إلى بيت الآب.  فكل ما نخاف منه هنا لن يكون هناك.

مجدي صموئيل