Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الثالث: 12

الرب يشددني
”صلاة التشديد والتشجيع“


إن الأمر الرابع الذي نتعلمه في محضر الرب أنه يعطينا قوة في محضره.  إنه ليس فقط يسمعني أي يفرِّغ كل همي وكربي.  ويضمّني أي يحتويني و يمتعني بحبه وحضوره.  ويعلّمني أي يصحح مفاهيمي ويرشدني ويزيد إيماني.  بل أيضًا يشددني و يقويني ويشجعني.


لا تستعجل في محضر الرب، وتعلَّم الانتظار.  لأن الرب وعد أن: «منتظرو الرب فيجددون قوة.  يرفعون أجنحة كالنسور.  يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون» (إشعياء40: 31).

فعندما تهدأ في محضر الرب وتنتظر، ستختبر أن روح الله يُعين ضعفك ويشفع فيك بأنّات لا يُنطق بها، ويؤيّدك بالقوة في الإنسان الباطن. «وكذلك الروح أيضا يُعين ضعفاتنا.  لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي، ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنّات لا يُنطق بها» (رومية8: 26).  كما يصلي الرسول بولس للمؤمنين، ويحني ركبتيه، لكي يعطيهم الآب السماوي أن يتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن، ليحل المسيح بالإيمان في قلوبهم. 

وعندما تشعر أنك أضعف من أن تواجه مخاوفك، تقدَّم بثقة إلى عرش النعمة لكي تنال رحمة وتجد نعمة عونًا في حينه. 

لأنك لن تستطيع مواجهة ضغوط يومك بدون رحمة ونعمة وعون إلهك. 

لقد قال الرب يسوع «بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» (يوحنا15: 5).  ولكن به نستطيع كل شيء كما قال الرسول بولس: «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوّيني» (فيلبي4: 13). 

إننا نحتاج للقوة والتشجيع ولن نحصل عليهما إلا بانتظار الرب.


إن القوة التي تجعلك تستطيع مواجهة تحدياتك ومسئولياتك، ليست قوتك البشرية، ولكن قيادة روح الله لك، وخضوعك لهذه القيادة.  لأنه «لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي، قال رب الجنود.  مَن أنت أيها الجبل العظيم.  أمام زرُبابل تصير سهلاً» (زكريا4: 6، 7).

في صلاة التعليم (الرب يعلمني) نتعلم في محضر الرب مشيئة الرب لحياتنا وماذا نفعل في ظروف الحياة المخيفة، ولكن قد لا توجد قوة فينا لتنفيذ مشيئة الرب.  لذلك الرب لا يُعرِّفنا فقط مشيئته، ولكنه يعطينا قوَّته لتنفيذ مشيئته في حياتنا.  «لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة» (فيليبي2: 13).

لا يوجد علاج لتشديد القلب الخائف والضعيف، مثل كلمة الله ومواعيده.  فعندما هاجت الريح وخُطِفت سفينة بولس، حتى أنه قال: «أنتزع أخيرًا كل رجاء في نجاتنا»، ولكن جاء التشديد والتشجيع الإلهي لقلب بولس فقال: «وقف بي هذه الليلة ملاك الإله الذي أنا له والذي أعبده، قائلاً: لا تخف يا بولس.  ينبغي لك أن تقف أمام قيصر.  وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك.  لذلك سُرّوا أيها الرجال لأني أومن بالله أنه يكون هكذا كما قيل لي» (أعمال27: 23–25).

في صلاة التشديد والتشجيع، ”الرب يشدّدني“ تختبر ثلاثة أمور عظيمة:

أولاً: انتظار الرب في محضره لسماع صوته وإرشاد روحه «بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم» (إشعياء30: 15).


ثانيًا: انتظار الرب في تحقيق مواعيده والثقة فيه.  «انتظارًا انتظرت الرب فمال إليَّ و سمع صراخي» (مزمور40: 1).  «انتظر الرب واصبر له» (مزمور 37: 7).  «إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي أتيانًا و لا تتأخر» (حبقوق 2: 3).


ثالثًا: انتظار الرب في مجيئه ورجوعه.  إن كانت هناك أمور كثيرة لا حل لها هنا ولا رجاء فيها، لكنك كمسيحي لك رجاء مبارك حي.  فالرب وعد تلاميذه قائلا «لا تضطرب قلوبكم.  أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي.  في بيت أبي منازل كثيرة، وإلا فإني كنت قد قلت لكم.  أنا أمضي لأُعد لكم مكانًا.  وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إلي حتىَّ حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» (يوحنا14: 1-3). 

عندما ننتظر الرب نمتلئ قوة فلا نخاف من الظروف المحيطة بنا، لأن مجيء الرب هو النهاية لكل أسباب الخوف.  فقد وُلد الخوف في جنة عدن، ولكنه يموت حتمًا عندما نصل إلى بيت الآب.

مجدي صموئيل