Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الثالث: 9

الرب يعلّمني
”صلاة التعليم“


«علمني يا رب طريقك.  واهدني في سبيل مستقيم بسبب أعدائي.  لا تسلمني إلى مرام مضايقيَّ.  لأنه قد قام عليّ شهود زور ونافث ظلم.  لولا أنني آمنت بأن أرى جود الرب في أرض الأحياء» (مزمور27: 11–13).

إن الرب في محضره ليس فقط يسمعنا ويضمنا، بل يعلمنا أيضًا.  «أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها.  أنصحك عيني عليك» (مزمور32: 8). 
في محضر الرب نختبر إرشاده و تعليمه، ونعرف ماذا نفعل في أمور حياتنا.  كما أنه يصحح مفاهيمنا ويفسر أمورنا.


يُعتبر السبب الرئيسي للقلق والخوف والانزعاج، هو التفسير الخاطئ والاستنتاج السلبي لأمور حياتنا. 
فقد أثبتت الدراسات أن عدد الأفكار التي تجول بخاطر الفرد تقارب 50.000 فكرة يوميا، يمكن اعتبار 80% منها سلبية، مثل اجترار أحداث الماضي ذهنيًا، والقلق على المستقبل. 
وقد تبين في دراسة أخرى أن 92% من المخاوف التي نخاف منها لا تحدث أبدًا، بل هي ما إلا تفسيرات ذاتية واستنتاجات غير صحيحة ومخاوف غير منطقية

انظر لماذا خاف إيليا؟! 
لقد خاف لأنه ظنّ أنه وحده وأن إيزابل تستطيع أن تقتله.  ولكن عندما جاء إليه الرب صحّح مفاهيمه ووضح له «قد أبقيت في إسرائيل سبعة آلاف كل الركب التي لم تجثُ لبعل وكل فم لم يقبله» (1ملوك19: 18).


تذكر أيضًا كيف حوّل الرب عبوسة وجه تلميذي عمواس إلى التهاب للقلب، عندما فسر لهم الأمور بطريقة صحيحة.  «أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء.  أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟   ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسِّر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب» (لوقا 24: 25-27).


أحيانا نرتعب من أمور كثيرة ونظنها ضدنا ولكن في محضر الرب نتعلم «أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله» (رومية8: 28).
أحيانا كثيرة نتحيّر ونرتبك ونتردد من جهة أمور كثيرة: ماذا نفعل؟  ماذا نختار؟  ماذا نقرر؟!  ولكن عندما نهدأ في محضر الرب؛ يعلّمنا طريقه وليس طريقنا، مشيئته وليس مشيئتنا.  «علمني يا رب طريقك». 


والرب لا يعلّمنا فقط، بل يهدينا أيضًا، أي يمسك بأيدينا، ويتمم مشيئته في حياتنا.  «اهدني في سبيل مستقيم بسبب أعدائي».  ولهذا يطلب المرنم في المزمور قائلاً: «اختبرني يا الله واعرف قلبي، امتحني واعرف أفكاري.  وانظر إن كان فيَّ طريقٌ باطلٌ، واهدني طريقًا أبديًا» (مزمور139: 23، 24).

 

مجدي صموئيل