Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الثالث: 2

صلاة التفريغ، ”الرب يسمعني“ (2)


قال أحدهم: ”إن اهتمامنا الشديد بالغد لن ينزع مخاوف الغد، ولكنه سينزع أفراح وسلام اليوم“.  ويقول الكتاب «فلا تهتموا للغد.  لأن الغد يهتم بما لنفسه.  يكفى اليوم شره» (متى6: 34).  أيضًا يقول الرسول بولس في رسالته إلى فيلبى «لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلم طلباتكم لدى الله».  والنتيجة الأكيدة «سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع» (فيلبي4: 6، 7).  فسلام الله يغمر قلوبنا بمجرد أن تُعلم طلباتنا وليس عندما تجاب طلباتنا.

قد لا يوجد أحد يسمعنا؛ فنلجأ إلي الحديث الذاتي، 
وقد يوجد من يسمعنا كما فعل أصدقاء أيوب، ولكنه لا يفهمنا،
لكن الرب يسمعنا ويفهمنا.  «فهمت فكرى من بعيد» (مزمور139: 2). 
لقد كان أصدقاء أيوب مُعزّون مُتعبون، كلهم أطباء بطالون.  ولكن الرب هو المعزي المريح والطبيب الحكيم الماهر.

عندما نتعود على سكب النفس أمام الرب، وتحويل أحاديثنا المريرة المخيفة مع النفس إلى حديث مع إلهنا؛ تستريح قلوبنا وتغيب مخاوفنا. 
تأمل ماذا فعل داود حين تأوه و قال «لماذا أنت منحنية يا نفسي؟ ولماذا تئنين فيّ؟»، لقد كان في البداية يحاور ويكلم نفسه في داخله ويتألم بأنينها، ولكن أخيرًا تحوّل إلى الله قائلاً لنفسه «ارتجى الله لأني بعد أحمده» ثم سكب نفسه للرب قائلاً: «يا إلهى نفسي منحنية فيَّ» (مزمور42: 5، 6).

مما سبق نرى أنك عندما تشعر بالخوف والقلق، وتحتاج أن تتكلم عن ما بداخلك وتفرغ مشاعرك لديك ثلاث طرق:
أولاً: تتكلم مع نفسك 
وهذا ما فعله داود.  «لماذا أنت منحنية فيّ يا نفسي؟».  وقد يقودك هذا إلى الرثاء لنفسك.
ثانيًا: تتكلم مع غيرك
وهذا ما فعله أيوب مع أصدقائه.  وقد لا يفهمك الآخرون، أو يتعبوك.
ثالثًا: تتكلم مع إلهك.  وهذا أفضل طريق، فهو يسمعك ويفهمك ويعالجك.

في صلاة التفريغ، ”الرب يسمعني“ تختبر ثلاثة أمور عظيمة:
أولاً: تطرح همومك ومخاوفك عند قدمي الرب؛ فتتخلص من كل مشاعر القلق وأحاسيس الخوف.


ثانيًا: تسلِّم أمورك في يدي الرب.  وتثق في قدرته وسلطانه.  فصلاة التفريغ ليس أن تتحدث فقط مع الرب عن همومك، بل تلقيها عليه وتسلّمها له.  فالرب ليس طبيب نفسي يسمعك، لكنه إله عظيم، يسمعك ويعتني بك ويخلصك.  فهو وعد أن يسمع وأيضًا يصنع.


ثالثًا: تتمتع بالشركة والحديث معه.  «وجهك يا رب أطلب...لا تحجب وجهك عني».  فالتمتع بالشركة مع الرب؛ يبدد كل مخاوفك؛ فتمتلئ بسلامه العجيب.

مجدي صموئيل