Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الثالث: 1

 طريق الشفاء


تمرين عملي لعلاج القلق من مزمور 27
إذا تأملت الأعداد الأخيرة من مزمور 27 (الأعداد7-14) تجد أن هناك أربعة أفعال يفعلها الله معنا في محضره لعلاج القلق والتوتر.  وعندما تعرف كيف تستفيد منها ستتمتع بالعلاج المسيحي للخوف والقلق.  هذه الأفعال الأربعة هي:


يسمعني: «استمع يا رب.  بصوتي أدعو فارحمني واستجب لي».
يضمني: «إن أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني».
يعلمني: «علمني يا رب طريقك واهدني في سبيل مستقيم».
يشدّدني: «انتظر الرب ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب».

وهى تمثل أربع إستراتيجيات مسيحية كتابية يفعلها الرب مع المؤمن، ويتعلمها المؤمن من الرب للشفاء من الخوف والقلق

الفعل الأول: الرب يسمعني
صلاة التفريغ


«استمع يا رب.  بصوتي أدعو فارحمني واستجب لي.  لك قال قلبي قلت اطلبوا وجهي.  وجهك يا رب أطلب.  لا تحجب وجهك عني.  لا تخيّب بسُخط عبدك.  قد كنت عوني.  فلا ترفضني ولا تتركني يا إله خلاصي» (مزمور27: 7-10).

إن الخطوة الأولى للعلاج في محضر الرب هي سكب القلب وتفريغ الهم أمامه، فالسبب الرئيسي للقلق هو قسوة وسلبية الحوار الداخلي (Internal dialogue)، أو الحديث الذاتي (Self talk).  فعندما نفكر مع أنفسنا في ظروفنا أو مخاوفنا؛ تزداد وتتضخم وتتشعب. 

فمثلاً حين فكر داود في ظروفه وقال لنفسه: سأهلك يومًا بيد شاول، ازداد خوفه؛ ونتيجة لذلك أتخذ قرارًا خاطئًا في حياته، وقال: «لا شيء خير لي من أن أفلت إلى أرض الفلسطينيين» (1صموئيل27: 1). 
وحين فكّر إيليا في تهديد إيزابل له خاف «وطلب الموت لنفسه وقال: قد كفى الآن يا رب» (1ملوك19: 4). 

لذلك فعلاج مخاوفنا يبدأ بتحويل أحاديثنا الداخلية السلبية مع أنفسنا إلى أحاديث إيجابية مع إلهنا.  وهذا ما يفعله الرب مع كل رجاله المتعبين الخائفين.  فعندما قال الرب لإيليا: «مالك ههنا يا ايليا؟» (1ملوك19: 9)، أراد الرب أن يفتح ايليا قلبه، ويسكب ما في داخله أمامه.  فعندما نطرح همومنا أمام الرب ونتكلم معه نهدأ ونستريح.

إن هذا التفريغ الروحي والنفسي أمام الرب لا يكون بأفواهنا فقط ولكن بالقلب أيضًا.  «لك قال قلبي».  أي لا تفتح فمك فقط بل افتح قلبك أمام الرب.  وصلاة التفريغ لا تكون من فمي إلى أُذن الرب، بل من قلبي إلى وجه الرب «لك قال قلبي: قلت اطلبوا وجهي.  وجهك يا رب أطلب».  فأنت لا تصلي فقط لتُعرِّف الرب بمخاوفك وتُسمعه مشاكلك، ولكنك تصلي لتتمتع بنور وجهه وعظمة حضوره.  فعندما يشرق نور الشركة الإلهية؛ يتبدد ظلام الخوف والقلق وغيوم التوتر والهلع.  لأن أمامه يهرب الحزن والتنهد. 

انظر إلى حنه أم صموئيل، عندما كانت حزينة ومُرّة النفس، وذهبت إلى بيت الرب، في محضر الرب كانت تصلى وشفتاها فقط تتحركان، لأنها كانت تتكلم في قلبها وصوتها لم يُسمع.  لقد قالت لعالي الكاهن عندما انتهرها وظنها سكرى: «إني امرأه حزينة الروح... أسكب نفسي أمام الرب».  عندما خرجت من محضر الرب «لم يكن وجهها بعد مغيرًا» (1صموئيل1: 15، 18). 

إننا نحتاج أن نتعلم إلقاء الهموم أمام الرب وعلى الرب.  «ألق على الرب همك فهو يعولك» (مزمور55: 22).  فهناك فرق بين أن تحكي همّك للرب (تقوله وتسرده) وبين أن تلقي همك على الرب (تطرحه وتسلّمه) ولا تعود لتأخذه مرة أخرى.

 

الصلاة اعظم علاج للمشقات

 

مجدي صموئيل