Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الثاني: 3

الوسيلة الثانية

الخيمة

”الحماية الإلهية“

«يسترني بستر خيمته» (مزمور27: 5)


أمام حروب العدو، وسهامه الملتهبة، ومكايد الشيطان وشكايته المستمرة علينا، هناك خيمة للحماية.

عندما تعرّض أيوب لشكاية العدو عليه، اعترف الشيطان أن الرب قد سيّج حول أيوب، وحول بيته وحول كل ما له، من كل ناحية قائلاً «أليس أنك سيّجت حوله وحول بيته وحول كل ما له من كل ناحية» (أيوب1: 10).  وهذا يعني أن هناك حماية إلهية غير منظورة للمؤمن.  فإبليس خصمنا «كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو»  (1بطرس5: 8)، ولكن «ملاك الرب حالّ حول خائفيه وينجيهم» (مزمور34: 7).

كما يطمئن الرب كل مؤمن ساكن في ستر العلي وفي ظل القدير يبيت في مزمور 91 قائلاً «لا تخشى من خوف الليل، ولا من سهم يطير في النهار، ولا من وبإ يسلك في الدجى، ولا من هلاك يُفسد في الظهيرة.  يسقط عن جانبك ألف وربوات عن يمينك، إليك لا يقرب». 

لماذا كل هذه الحماية؟!
 «لأنه بخوافيه يظللك وتحت أجنحته تحتمي»
و«لأنك قلت أنت يا رب ملجأي.  جعلت العليّ مسكنك». 
لذلك لا نخشى من هبوب الريح؛ لأن خيمة الله قوية، وقوات إبليس لن تقوى عليها. 

لقد قال الرب عن شعبه: «كل آلة صوِّرت ضدك لا تنجح» (إشعياء54: 17). 
وعن كنيسته يقول: «على هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» (متى16: 18).
ويقول عن كل مؤمن: «لا تدنو ضربة من خيمتك» (مزمور91: 10). 

فإن كان إبليس يستطيع أن يهيج الأمور من حولنا ليزعجنا، والأفكار في داخلنا ليرعبنا، فإننا لن نخاف ولن نرتعب.  فانظر ماذا يقول الكتاب عن الوبار الضعيف!  «الوبار طائفة ضعيفة، ولكنها تضع بيوتها في الصخر» (أمثال30: 26).

والرب في طريق حمايتنا من مكايد الشيطان يفعل معنا ثلاثة أمور:
أولاً: الرب يمنع مرور أي سهم، أو تجربة من إبليس، أن تصل إلينا إلا في حدود إمكانياتنا، ولغرض معيّن في قلب إلهنا، بحيث يعمل في النهاية لخيرنا. 
وهذا ما نراه في تجربة أيوب، أنّ الرب هو الذي يعطي الإذن والسماح.  «فقال الرب للشيطان هوذا كل ما له في يدك.  وإنما إليه لا تمد يدك» (أيوب1: 12).  وعندما هاج عليه ثانيةً قال له «ها هو في يدك ولكن احفظ نفسه» (أيوب2: 6). 
فأمورنا ليست في يديّ الشيطان، ولكنها في يديّ أبونا الصالح المحب.

ثانيًا: وقت حرب الشيطان علينا، الرب يضمن سلامتنا، ولن يسمح أبدًا بفناء إيماننا. 
وهذا نراه في تجربة الشيطان لبطرس حين قال الرب له «سمعان، سمعان، هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة.  ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك» (لوقا22: 31، 32). 
فالشيطان قد يستطيع أن يهيج ظروفنا وأفكارنا، ولكنه لن يُفني إيماننا وسلامنا.

ثالثًا: الرب يعطي قوة ونعمة في داخلنا تستطيع أن تحوِّل الضعف إلى قوة، ومكايد إبليس إلي خير وبركة. 
هذا ما نراه واضحًا في لطم إبليس لبولس الرسول، عندما قال له الرب: «تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكمل» (2كورنثوس12: 9). 
أحيانا يسمح الرب للشرير أن يلطمنا، ولكنه يعطي نعمة غنية تقوّينا وترفعنا؛ تجعلنا نهتف مع بولس قائلين: «أُسرّ بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح.  لأني حينما أنا ضعيف، فحينئذ أنا قوي» (2كورنثوس12: 10).

مجدي صموئيل