Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

لنتعلم كيف نعيش الطاعة (1)

كلمنا الرسول بطرس عن الطاعة وكيف انها علاج وقائي من آلام كثيرة وكيف انها تعالج وتحفف آلام كثيرة، وعن محاور الطاعة التي يتكلم عنها بأكثر تفصيل في باقي أصحاحات الرسالة، لكنه شرح لنا أيضًا كيف نتعلم ونعيش الطاعة وضعها في خطوات عملية. 
فإن كنا نريد أن نعيش الطاعة ونتمتع ببركاتها يجب أن نتبع هذه الخطوات.

أولاً: الاعتزال عن شهوات الماضي
«كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم»   (1 بطرس 1: 14)
كثيرًا ما نعود إلى شهوات الماضي بكل ما فيها من طمع، ومحبة للمال والعالم، ورغبة في الانتقام؛ فنسبب لأنفسنا آلامًا كثيرة.

يُكتب عن شعب إسرائيل بعد خروجهم من مصر ان «اللفيف الذي في وسطهم اشتهى شهوة.  فعاد بنو إسرائيل أيضًا وبكوا وقالوا من يطعمنا لحمًا.  قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجانا والقثاء والبطيخ والكرّاث والبصل والثوم» (عدد 11: 4، 5).  «ورجعوا بقلوبهم إلى مصر» (أعمال 7: 39). 

كان غرض الرب من خروج شعبه من مصر أن يعيّدوا له ويعبدوه بفرح في البرية، ثم يدخلوا إلى الأرض التي تفيض لبنًا وعسلاً ليمتلكوها.  «هكذا يقول الرب إله إسرائيل أطلق شعبي ليعيّدوا لي في البرية» (خروج 5: 1).  ولكن بسبب شهوات الماضي تذمر شعب الله ولم يخضعوا لمشيئة الله وخطته لهم، فتحولت البركة إلى لعنة.  «بأكثرهم لم يسرّ الله لأنهم طرحوا في القفر» (1 كورنثوس 10: 5).

أخي، إن كنا نريد أن نعيش حياة الطاعة الحقيقية، فلنقطع كل ربط الماضي وشهواته التي تقودنا إلى عدم الطاعة، ولنقل مع الرسول بولس: «أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام.  أسعى نحو الغرض» (فيلبي 3: 13، 14).  دعنا نكف عن التذمر ولا نشاكل أبناء هذا الدهر ليس فقط في مظهرهم بل في أفكارهم ومبادئهم وشهواتهم وجهالتهم.  «ولا نجرب المسيح كما جرب أيضًا أناس منهم فأهلكتهم الحيّات. ولا تتذمروا كما تذمر أيضًا أناس منهم فأهلكهم المهلك» (1 كورنثوس 10: 9، 10).

مجدي صموئيل