Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

الطاعة والألم
الطاعة علاج الألم
 (4)

لقد أخطأ داود كثيرًا ولم يسلك طريق الطاعة وعصى الرب، فدخل في متاهة الآلام المريرة، لكنه تواضع أخيرًا وقال «دعني أسقط في يد الرب لأن مراحمه كثيرة» (1 أخبار 21: 13).  كذلك عندما أخطأ وأتى إليه ناثان النبي لم يعاند بل اعترف بخطيته وطلب الرب قائلاً: «طهّرني بالزوفا فأطهر.  اغسلني فأبيضّ أكثر من الثلج أسمعني سرورًا وفرحًا، فتبتهج عظام سحقتها ... رد لي بهجة خلاصك» (مزمور 51: 7، 8، 11).  ويقينًا سمع الرب واستجاب له فرد له بهجة خلاصه مع سرور وفرح وتعزيات وفيرة.

أخي، إلى متى ستستمر في رفضك؟! إني أدعوك أن تطيع، لأن عدم الطاعة سيزيد من ألمك.  أقبل وأخضع وسلم.  وإن كنت لم تُطِع الطاعة التي تحميك من آلام كثيرة، وتسببت في آلام لنفسك، فلتخضع وتطع الآن، حتى تخفف الطاعة ألمك. 

ليتنا نطيع ونقبل عندما يحرمنا الرب من شيء أو يؤجل شيئًا ما.  ولنتعلم الطاعة من سيدنا الكريم المكتوب عنه «مع كونه ابنًا تعلّم الطاعة مما تألم به» (عبرانيين 5: 8).  وهنا تأتي "تعلم الطاعة" بمعنى "جرب الطاعة".  أحبائي إني أقف احتراماً أمام هذه الآية؛  فإن إلهنا قد جرب الطاعة.  إن هذا المُطاع صار مطيعًا، حتى قال «الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها» (يوحنا 18: 11).  وكما لا يوجد استثناء من الألم في مدرسة الله، هكذا لا يوجد أيضًا استثناء من مادة الطاعة.

فليتغلغل فينا فكر المسيح الذي قال عنه الرسول بولس «فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا»  ماذا فعل هذا الفكر في المسيح يسوع؟!  يكمل الرسول بولس قائلاً: «الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً للّه  لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس.  وإذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب» (فيلبي 2: 5 – 8).  إن كان الابن الوحيد الذي بلا خطية قد أطاع حتى الموت موت الصليب، ألا نطيع نحن؟!

مجدي صموئيل