Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

الطاعة والألم
الطاعة علاج الألم
 (2)

تكلم الرسول بطرس في رسالته الثانية عن لوط قائلاً: «إذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يوما فيوما نفسه البارة بالأفعال الأثيمة» (2 بطرس 2: 8).  ماذا انزل لوطًا للدرجة التي يقول عنه الكتاب إنه «كان مغلوبًا من سيرة الأردياء في الدعارة» (2 بطرس 2: 7).  وما الذي أتى للوط بالعذاب كل يوم؟!  إنها الخطية والانفصال عن الرب وعدم طاعة وصاياه.  عندما نقرأ عن خطوات سقوط لوط في سفر التكوين نجد أنها سلسلة من الأفعال الإرادية بالانفصال عن الرب. 

  • «فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي» (تكوين 13: 10).
  • «فاختار لوط لنفسه» (تكوين 13: 11)
  • «نقل خيامه إلى سدوم» (تكوين 13: 12)

لقد رفع لوط عينيه ونظر ورأى سدوم، ولم يرفعها إلى الرب ليأخذ منه المشورة؛ ثم اختار بنفسه، لنفسه ولم يطلب اختيار الرب.  فكانت النتيجة النهائية قرار خاطئ وتصرف خاطئ.  لقد قرر الانفصال عن الله وعن الخيمة والمذبح وعن حياة القداسة والشركة مع الله ونقل خيامه إلى سدوم.  ثم أتي الحصاد من عذاب يومي وخسائر متتالية. 

لمَ تألم الابن الضال؟  إنه الحصاد.  حصاد ما فعل، حين ترك ورفض العشرة والشركة مع أبيه المحب وأحب المال وذهب إلى كورة بعيدة.  إنه هو من طعن نفسه فتألم.  «لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذ ابتغاه قوم ضلّوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة» (1 تيموثاوس 6: 10).  ومن هنا نرى أن من أحبوا المال والعالم واستهانوا بوصايا الله هم من طعنوا أنفسهم وليس الرب هو الذي طعنهم.  إنها الخطية التي يقول الكتاب عنها «أيأخذ إنسان نارا في حضنه ولا تحترق ثيابه (أمثال 6: 27).  وقيل عنها أيضًا انها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء» (أمثال 7: 26).

هناك أمر الهي غير قابل للكسر أو للتفاوض: «لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين.  لأنه أية خلطة للبر والإثم.  وأية شركة للنور مع الظلمة» (2 كورنثوس 6: 14).  فإن كسرت هذا الأمر ستتعرض للعديد من المشكلات والآلام.  وهناك أمر آخر «فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما» (1 تيموثاوس 6: 8).  وأما من يكسر هذا الأمر يجلب الكدر والألم إلى بيته، إذ يقول الكتاب «المولع بالكسب يكدر بيته» (أمثال 15: 27). 

إن أفضل وقاية ومصل ضد الآلام هو أن نطيع وصايا الله، فنتجنب الكثير من الآلام. 

مجدي صموئيل