Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

العلاج في ثلاث أفعال
الفعل الثاني:
منطقوا (2)

قديمًا كانت الثياب فضفاضة واسعة تصل إلى القدمين فلا يستطيع العامل أن يعمل، أو الخادم أن يخدم إلا بعد أن يتمنطق.  يذكر الكتاب عن صموئيل «كان صموئيل يخدم أمام الرب وهو صبي متمنطق» (1 صموئيل 2: 18).  وقد كُتب عن سيدنا له كل المجد أيضًا «إنه يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم»  (لوقا 12: 37).  فالمنطقة تشير إلى الاستعداد للعمل، ولهذا يوصينا الرب قائلاً «لتكن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة» (لوقا 12: 35) .  ومن هنا يأتي المعني الثاني للفعل منطقوا أحقاء ذهنكم. 

منطقوا أحقاء ذهنكم تعني أننا نمتلك حقائق كثيرة في أذهاننا لكنها غير فاعلة وغير مستعدة أو صالحة للعمل، لذلك هي بلا فائدة وتحتاج أن تصبح فاعلة وعاملة في أذهاننا. 

لدينا الكثير من الحقائق الغالية عن محبة الرب ومعيته وسلطانه، وأيضًا عن مجيء الرب القريب ليأخذنا إليه، لكننا نخاف ونضطرب ونحزن كالباقين.  فالحقائق للأسف في الأذهان كالثوب الفضفاض تحتاج أن تتمنطق ليصبح لها تأثير وفاعلية.  فهي بحاجة إلى تشديد بقوة الروح القدس ليحولها من حقيقة عاطلة إلى حقيقة فاعلة ومؤثرة على حياتنا.

أخي، قد يفسر لك إبليس أمورك بطريقة خاطئة وقد يشكك في كلام الرب ووعوده لك قائلاً: "أحقًا قال الله"، كما فعل مع حواء.  وربما يجعلك تخاف كما فعل مع داود.  «وقال داود في قلبه إني سأهلك يوما بيد شاول فلا شيء خير لي من أن أفلت إلى أرض الفلسطينيين»  (1 صموئيل 27: 1).  لقد شتت ذهن داود فنسى معاملات الله الصالحة معه ولم يذكر اليوم الذي وقف معه الرب أمام جليات فقتله، فأتخذ قرارًا خطئًا وهرب إلى الفلسطينيين.  ولذلك يطالبنا الرسول بطرس أن نكون صاحين بل وأن نسهر أيضًا «اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو» (1 بطرس 5: 8).

إن اكتئابنا لا ينتج عن ظروفنا بقدر ما ينتج عن تفكيرنا الخاطئ في ظروفنا.  فليوقظنا الرب من النوم الروحي، فلا نقبل أية تفسيرات خاطئة من إبليس لآلامنا.  ولتكن كلمات الله ووعوده محفوظة في قلوبنا وممتزجة بالإيمان في أذهاننا فنستطيع أن نجاوب إبليس «مكتوب أيضًا» (متى 4: 7)، كما فعل سيدنا له كل المجد.  ولنقل «حاشا.  بل ليكن الله صادقًا وكل إنسان كاذبًا» (رومية 3: 4).

مجدي صموئيل