Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

صفات الألم (1)

«الذي به تبتهجون مع أنكم الآن إن كان يجب تحزنون يسيرًا بتجارب متنوعة»  (1 بطرس 1: 6).
من خلال هذه الآية من الأصحاح الأول نستطيع أن نستخلص أربع صفات أساسية للآلام والتجارب التي يسمح بها الرب لنا.

أولاً: حسب الاحتياج (إن كان يجب)
الآلام حتمية طيلة وجودنا في هذا العالم، ولكن ما يعزينا أن هذه الآية تعني إن كان يجب وإن كان هناك احتياج.  فهذه الآية تأتي في الترجمات الآخرى بمعنى إن كان هناك إحتياج، ففي اللغة الإنجليزية تأتي “If need be” . وهذا يعني حتمية الألم المطلوب لنا من أبينا؛ أي الألم الذي لن يكون لنا خير بدونه.  فهو ألم ليس لمجرد الألم، ولكنه ألم يحمل معه الخير لنا.  عندما يرى أبونا الاحتياج للألم، يسمح به لنا، لذلك يقول «كل تأديب في الحاضر لا يرى أنه للفرح بل للحزن.  وأما أخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام» (عبرانيين 12: 11). 

إن كان أبونا السماوي يسمح لنا بالألم، فذلك لأنه يرى احتياجًا، فيعطي كل واحد على قدر احتياجه وعلى قدر احتماله.  فهو ليس مثل آبائنا الأرضيين المكتوب عنهم «لأن أولئك أدبونا اياما قليلة حسب استحسانهم. وأما هذا فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته» (عبرانيين 12: 10).  لذلك يسمح الرب لنا بالقدر المناسب من الألم حينما يرى أن هناك احتياجًا للتغيير لكي نصير أكثر شبها به ونشترك معه في قداسته.

ثانياً: مؤلمة ومحزنة (تحزنون)
إن التجارب التي يسمح الله بها لنا ليست تجارب وهمية أو شكلية، إنها تجارب حقيقية مؤلمة ومحزنة.  فلم يقل "إن كان يجب أن "تدخلوا التجربة" أو أن "تتألموا فقط" لكنه قال "إن كان يجب تحزنون".  لذلك أخي، لا تشعر بالضعف إن كنت تحزن بسبب ما تمر به من ضيقات. 

إن كلمة الحزن هذه هي نفس الكلمة التي وردت في إنجيل متى أصحاح 26 عن ربنا وسيدنا له كل المجد، عندما ابتدأ يحزن ويكتئب « ثم أخذ معه بطرس وابني زبدي وابتدأ يحزن ويكتئب.  فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت».  إنه حزن مبارك ومقدس.

إنه حزن يقول عنه الكتاب «لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة. وأما حزن العالم فينشئ موتا» (2 كورنثوس 7: 10).  لذلك لابد من الحرمان ولابد من الضغوطات ولابد من سكين الكَرّام. 

أحبائي، يجب ألا نشعر بالذنب عندما نحزن بسبب ما يسمح به الرب لنا من ضيقات وتجارب وآلام، فالرب يريدنا أن نحزن.  فنحن لا نستطعم طعم الفرح الروحي إلا عندما نتذوق طعم الحزن الروحي. 

مجدي صموئيل